ولد الشاعر محمد بن علي السنوسي في أعرق الحارات الشهيرة بمدينة جازان في ذلك الوقت وهي حارة المسطاح عام 1343 هـ .
وتعلم بها تحت رعاية والدة الأديب والعالم والقاضي السيد علي بن محمد السنوسي.
التحق الشاعر السنوسي بالوظائف الحكومية في سن مبكرة، وذلك لكي يقوم بمساعدة والده في الإنفاق على الأسرة فعمل كاتبًا
في جمرك جازان عام 1363هـ، واستمر في الجمرك حتى وصل مديرًا للجمرك عام 1373هـ، ثم عمل بعد ذلك رئيسًا لبلدية
جازان عام 1385هـ حتى عام 1388هـ، ثم أحيل الى التقاعد بناء على طلبه، وذلك للتفرغ للشعر والأدب ليعود في عام 1392هـ
بدعوه وإلحاح كبير من صديقه الشيخ محمد سرور الصبان للعمل مديرًا لشركة كهرباء جازان وكانت حين ذاك شركة أهلية واستمر
بها ثلاث سنوات، ثم يعود ليتفرغ للأدب والشعر وأعماله الخاصة.
ومن آثار شاعرنا ودواوينه - القلائد، الأغاريد، الأزاهير، الينابيع، نغمات الجنوب.
وأول من أطلق عليه شاعر الجنوب هو الأستاذ عبدالقدوس الأنصاري صاحب مجلة المنهل وقد حاز
شاعرنا على مجموعة من الجوائز والميداليات منها:
1 - الميدالية الذهبية للريادة الأدبية.
2 - شهادة براءة في مشاركته في مؤتمر الأدباء السعوديين الأول.
3 - ميدالية المتنبي من وزارة الثقافة العراقية.
كما ترجمت بعض قصائده إلى اللغة الإيطالية ونشرتها مجلة الشعراء بروما.
وقد كان رحمه الله عميق الثقافة شديد الإخلاص لتراثه العربي القديم كما أنه يتبع طرق بعض الأفذاذ القدماء مثل المتنبي
ولقد جاء في شعر السنوسي صفات الصدق مع النفس والذات والصدق في التجربة والصدق في الشعور والأحاسيس:
وكان رحمه الله محباً لأصدقائه وعارفيه وفياً مخلصاً لهم وكان كثير التجوال والسفر للقاء أحبته وأصدقائه وفي ذلك يقول
عن سفره إلى أصدقائه متنقلاً بين مدن المملكة .
بعد معاناة طويلة من مضاعفات مرض السكر توفي الشاعر محمد بن علي السنوسي في اليوم السابع من شهر شوال عام 1407هـ
في مدينة جازان بعد حياة حافله في ميادين الأدب والشعر كان أحد فرسانها الكبار تاركاً وراءه عملاً أدبياً وشعرياً تنتفع به الأجيال الحاضرة
والقادمة من بعده.
ولم تنسَ منطقة جازان ابنها البار وشاعرها الكبير محمد السنوسي عرفانا بما قدم، فقد أطلقت الإدارة العامة للتعليم بمنطقة جازان اسمه
على إحدى مدارسها الكبيرة في المنطقة وفاءً وتقديراً لمسيرة حافلة بالشعر والأدب كما سُميت باسمه(جائزة السنوسي الشعرية)التي ينظمها
مجلس التنمية السياحية بمنطقة جازان ويشارك فيها عدد من الشعراء من المملكة والوطن العربي.